انتشار ظاهرة الانتحار، أسبابها والحد منها

إن الانتحار في المجتمعات للشباب على وجه التحديد قد يحدث نتيجة الشعور بالغضب بسبب صدمة معينة، وعادة ما تختلف فكرة الانتحار من شخص لآخر حسب نوع المشكلة وحجمها، ولكن فكرة قتل الشخص لنفسه قد تكون غير مقصودة في كثير من الأحيان، أي أن الأشخاص الذين يفكرون في الانتحار قد يرغبون في إرسال إنذار معين إلى المتواجدين حولهم للحصول على الاهتمام اللازم لحل المشاكل الخاصة بهم، وقد يخرج الأمر عن سيطرة الشخص الراغب في الاهتمام أو الذي يعاني من مشاكل نفسية وينتهي الأمر في النهاية بالانتحار الفعلي.

قائمة المحتويات

ظاهرة الانتحار في العالم

على الرغم من المحاولات التي قد قامت بها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الرابطة الدولية على مدار 20 عاماً للحد من ظاهرة الانتحار في العالم، إلا إن معدل الانتحار قد بلغ ذروته في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ، وهنالك إحصاء نشرته منظمة الصحة العالمية يقول بأنه هنالك 700,000 شخص يقدمون على الانتحار بشكل سنوي حول العالم.

زيادة الظاهرة في الوطن العربي

في الوطن العربي هنالك 4.2 حالة انتحار من كل 100,000 وفاة طبيعية لغاية 2019، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن الانتحار هو رابع سبب رئيسي للوفاة لمن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عام، واستمرت حالات الانتحار في التزايد خلال السنوات الأخيرة، وهذا بسبب قلة الوعي والاعتقاد أن المشاكل التي يمر بها الشخص لا يوجد لها حل، ومن هنا يأتي دور الآباء والأمهات في الوقوف مع أبنائهم في الحالات الصعبة حتى لا يزداد الأمر تعقيداً.

السبب الأول: الشعور بالفزع بعد خسارة الأموال

التعرض للخسارة المالية أمر محزن للغاية، ولكنه ليس نهاية الحياة، وفور التعرض للخسارة يدخل البعض من الناس في حالة من الفزع التي تتحول إلى صور افتراضية في مخيلتهم، حيث يرى البعض أن ضيق الحال من المشكلات التي لا تتناسب مع الحياة التي اعتادوا عليها لعدة سنوات، بحيث أنهم لا يستطيعون التنازل عن تلك الرفاهي، وهكذا تبدأ فكرة الانتحار تتغلغل في عقولهم على نحو سريع دون بذل بعض المحاولات للخروج من تلك الأزمة، ومن الأمور المؤسفة أن هذه الفكرة منتشرة بين جيل الشباب بالتحديد.

السبب الثاني: الشعور بالفزع بعد فقدان شخص عزيز

من أكثر الأمور التي توجع القلب هي فقدان شخص كان لديه مكانة عظيمة، الحزن أمر طبيعي إذا كان سينتهي في فترة معينة، ولكن يزداد الأمر تعقيداً إذا استمر الحزن إلى أجل غير محدود، وهذا الحزن الشديد يمكن أن يؤدي إلى الانتحار في نهاية الأمر، لذلك فإن الواجب على الناس أن تقف مع هذا الشخص في محنته وتشعر بما يشعر، والتخفيف عنه قدر المستطاع حتى يعود لحالته الطبيعية.

السبب الثالث: الشعور بفقدان الثقة المستمر

انتشرت ظاهرة الانتحار في الوطن العربي للفتيات بشكل خاص، بسبب التعسف وعدم الثقة التي يمكن أن تشعر بها الفتاة من والديها مع أول خطأ يمكن أن ترتكبه دون وعي أو خبرة، وعلى الرغم من محاولات الإقناع التي تبذلها تلك الفتاة للحصول على البراءة قبل صدور حكم الإعدام عليها والمتمثل في فقد الثقة ونظرة العار التي قد يرمقها بها البعض في كل لحظة، إلا أنها لا تنجح في ذلك، ويبدأ سياط الألسنة الحادة في الانهيال على تلك الفتاة دون شفقة أو رحمة، وقد يؤدي هذا في نهاية الأمر إلى الانتحار المباشر الذي لا يشير إلى لفت الانتباه، بل يشير إلى الرغبة في التخلص من تلك النظرات القاتلة.

السبب الرابع: الحصول على الرفاهية المفرطة

في الأعوام الأخيرة، انتشرت ظاهرة الانتحار في بعض الدول الأجنبية للمشاهير وأبناء رجال الأعمال، وأشار الأطباء النفسيين أن السبب الفعلي لهذا الانتشار هو الحصول على كل شيء دفعة واحدة دون تعب أو مجهود، وذلك لأن كل ما يطلبونه قد اصبح متاح ويمكن تجربته، وبالتالي يشعر هؤلاء الشباب بعدم التقدير الشخصي والمبالغة في تقديرهم بغرض الانتفاع المالي فقط، النرويج على سبيل المثال، تعتبر من أغنى الدول في العالم، وفي عام 2020، كان معدل الانتحار بين الرجال 16.6 لكل 100,000 نسمة، وبين النساء 6.4 لكل 100,000 نسمة.

أحد الحلول: امتلاك مهارة فن الإقناع

قبل أن يفكر الشخص بالانتحار بسبب الفشل في كسب ثقة من حوله في حالة الارتياب منه، يمكن الاعتماد على مهاراته في إقناعهم أنه بالفعل لم يقم بارتكاب ما يستحق هذا الشك والارتياب، وفي حالة عدم نجاح هذه المحاولة، عليه الاكتفاء بقناعاته الشخصية بأنه على صواب، ويبتعد تماماً عن كل من يحاول إلقاء اللوم عليه.

حل إضافي: الذهاب إلى طبيب نفسي

يمكنك الانتحار في الوطن العربي ولكن لا يمكنك اللجوء إلى طبيب نفسي، تلك المقولة يمكنها أن تصدر عن بعض الأشخاص الذين يخشون من نظرة المجتمع التي لا تضر ولا تنفع، حيث لا تؤمن المجتمعات العربية بفكرة الذهاب إلى الطبيب النفسي معتقدين بأنه لا يساهم في الشفاء وإنما قد يزيد الأمر سوء، ثم يتطور الأمر الى تضخم الحالة، وبالتالي فإن التصرف الأفضل هو عدم الاكتراث الى تلك الفئة من الأشخاص، فالطبيب النفسي يعتبر من أهم العوامل المساعدة التي تعمل على اجتياز مراحل الاكتئاب.